قد تبدو رفاهية أن يحلم البعض بركوب الطائرة الأضخم في العالم إيرباص A380، لكن بقليل من الخيال يمكن أن نأخذك في رحلة استكشافية ملؤها الشغف لعملية نقل الطائرة، والتي تتم على ثلاث مراحل هي؛ مرحلتا النقل البري والبحري، أما الجوي فيتم في نطاق محدود.
النقل الجوي «مستحيل»
بسبب عملية نقل المكونات الرئيسية للطائرة الأضخم في العالم ،A380 من المواقع الأوروبية المختلفة، التي يتم تصنيعها في خط التجميع النهائي للطائرات في مدينة «بلانياك-تولوز» بفرنسا، بات صعبا على إيرباص استخدام النقل الجوي المعتاد لجميع برامج طائراتها الأخرى، لكنها تستعين بأسطول مكون من خمس طائرات من طراز بلوجا العملاقة لنقل أجزاء محددة من الطائرة؛ حيث يتم نقل مكونات معينة من مقدمة الهيكل إلى ذيل الطائرة إلى مدينة «بلانياك» على طائرة البلوجا.
وتظل الأبعاد الاستثنائية للمكونات الأخرى تجعل نقلها عن طريق الجو مستحيلاً، لذلك وضعت إيرباص حلول نقل مبتكرة ومتعددة الوسائط، حيث يتم نقل هذه المكونات من مختلف المواقع في أوروبا إلى خط التجميع النهائي عن طريق السفن والبوارج والشاحنات.
«النقل البحري»
خلال المرحلة الأولى، من عملية النقل البحري؛ يتم استخدام ثلاث سفن من نوع «Ro-Ro» المستأجرة من قبل شركة «لويس دريفوس أرماتورس» المتخصصة في النقل البحري، وتعمل هذه السفن على نقل مكونات الطائرات في جميع أنحاء أوروبا.
السفينة الأولى؛ هي «فيل دي بوردو»، التي يبلغ طولها 155 متراً وعرضها 24 متراً، تم استخدامها لأول مرة في عام 2008 من مدينة هامبورج، وسفينتان من نوع «سيوداد دي كاديز» تم استخدامهما لأول مرة في عام 2009، هذه السفن أصغر من «فيل دي بوردو» حيث يبلغ طولها 127 متراً وعرضها 25 متراً، وتستخدم هذه السفن أيضا لنقل مكونات لطائرات إيرباص المختلفة.
تبحر السفن من وإلى الموانئ التي تخدم مصانع إيرباص؛ المتواجدة في بروتون «المملكة المتحدة» وهامبورج «ألمانيا» وبورتو ريال «إسبانيا» وسانت نازير «فرنسا».
«جناح الطائرة»
تبحر سفن «سيوداد دي كاديز» إلى مدينة موستين – ويلز «المملكة المتحدة» لتحمل على متنها الجناح الذي تم نقله مسبقاً مسافة 35 كيلومتر على متن البارجة، ثم تبحر سفينة «سيوداد دي كاديز» إلى مدينة بلانياك-تولوز «فرنسا».
«الجزء الخلفي»
وبالتزامن مع تحرك السفينة الأولى، تتحرك السفينة الثانية من ميناء مدينة هامبورج حاملة الجزء الخلفي من هيكل الطائرة إلى ميناء «سانت نازير» في فرنسا لتحميل أجزاء أخرى من هيكل الطائرة، متجهة إلى وجهتها النهائية في ميناء باويلاك لتسليم حمولتها.
«الذيل الأفقي»
وفي الوقت نفسه، تبحر السفينة الثالثة إلى موانئ نابولي في إيطاليا إلى ميناء «كاديز» في إسبانيا قبل أن تستمر إلى وجهتها النهائية في ميناء «باويلاك» لتسليم حمولتها من الذيل الأفقي والأجزاء الفرعية للطائرة بالإضافة إلى أرضية الطائرة العملاقة.
ظهور خاص للبوارج
بعد نقل مكونات الطائرات إلى مصب « جيروند» بالقرب من ميناء «باويلاك»، تكون بانتظارها بارجتان لنقلها لمسافة 95 كيلومتر من نهر «جارون» إلى نهر «لانجون».
وقد تم بناء هذه البوارج في ميناء السفن الهولندي «دي هوب» بالقرب من مدينة روتردام، ويبلغ طولها 75 مترا وعرضها 13.80 مترا، وتقوم هذه البوارج بأربع رحلات لمدة 8 أيام بين «باويلاك» و«لانجون» لشحن جميع مكونات الطائرات.
«النقل البري»
الخطوة الأخيرة من النقل تتم عن طريق البر، عندما تسلم المكونات عند نهر لانجون، تكون في الانتظار شاحنات لنقلها إلى مدينة بلانياك-تولوز حيث تتواجد خطوط التجميع النهائية.
تسافر القافلة التي تتكون من ست مجموعات من المقطورات مع جراراتها ليلاً على مرحلتين: من لانجون إلى «أوردان لاروق» ومن ثم إلى بلانياك حيث يتواجد خط التجميع النهائي لطائرة A380، وقد تم تصميم المقطورات خصيصا للنقل مكونات الطائرات.
يذكر أن أكبر طائرة ركاب في العالم تتكون من طابقين، وتستطيع قطع مسافة تقدر 15200 كيلومتراً أي أنها تستطيع الطيران من هونج كونج فى الصين إلى بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وتبدأ سرعتها الفعلية من 0.85 ماخ؛ أي ما يقارب 900 كم/ساعة.
وصُمم من طائرة الإيرباص الجديدة طرازان، الطراز إيه 380-800 مصمم في الأصل لحمل 555 راكبا على ثلاث درجات، أو 853 راكبا «538 منهم في الدور الرئيسي السفلى، و315 في الدور الأعلى» على درجة واحدة اقتصادية.
وتتكون الطائرة A380 من نحو 4 ملايين قطعة تنتجها 1500 شركة حول العالم من 30 دولة منها 800 شركة أمريكية ومجموع طول أسلاكها 515km، ويبلغ طول جناحها 79.8 متر، في حين يبلغ طول الطائرة 72.7 متر، ويبلغ ارتفاعها 24.1 مترا.
